عزيز باكوش
المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 08/10/2007
| موضوع: الشاعر المغربي محمد اجنياح يصدر ديوانا الإثنين أكتوبر 29, 2007 9:56 pm | |
| "غزيا الريح" للزجال المغربي محمد اجنياح. عزيز باكوش
عن مطبعة فضالة وبدعم من المجلس البلدي لمدينة كرسيف أطلق الشاعر المغربي محمد اجنياح في سماء الزجل ديوانا زجليا أنيقا تحت عنوان " غزيا الريح ". يقع الديوان في 64 صفحة من الحجم المتوسط ويحمل بين دفتيه 16 قصيدة تحمل تفاعل الشاعر مع ذاته ومع المجتمع ، مع تقديم للقاص الدكتور جمال بوطيب ولوحة للفنان محمد أشريفي. تباعا تأتي القصائد: لقلم ولمداد=روح السناء=غزيل الريح=تازة ياحزينة=دم المغدور=الى روح الشهيد عمر بن جلون =عصفور الجنة=فلسطين=عريس الريف=الرامبو والجيلال=لغة الضاد=موسم لحصاد=الكسوف=طفل عراقي يستغيث يالعربي=محنة القدس حمام القدس=مخيض الماء.
يقول الدكتور جمال بوطيب في تقديمه للديوان : ليس جديدا أن نقول إن القصيدة الزجلية ليست مرحلة موالية في الشعر المغربي، بقدر ما هي شكل أساس من أشكال القصيدة المغربية، إن على المستوى التاريخي، او على المستوى الشكلي لبنية القصيدة او على مستوى التعدد اللغوي واختلاف تمظهراته ، كما انه ليس جديدا أيضا، أن نقول إن الزجل كشكل تعبيري ناتج عن انفعالات الزجال، هو الآخر ، له بنية معقدة تقتات من الاستعارات، وتنز عن المنطق الفطري ولا تخضع له" ويضيف القاص جمال بوطيب، إن القصيدة الزجلية المغربية كجنس نآى عن التقليد وعن الإرث الإبداعي بنوعيه الغربي والشرقي ، استطاع أن يؤلف في طياته بين مجموعة من البلاغات والتراكمات الإبداعية ، وتؤكده الكثرة النوعية للأسماء الزجلية بالمغرب على اختلاف مرجعياتها، وأسلوب كتابتها، وتنوع فهمها للزجل وللغة الزجلية كعنصر أساس داخل البنية التعبيرية العامة. وقد لاحظ الناقد أن الزجال محمد اجنياح لم يخرج عن هذه القاعدة ، وان كان اختار لنفسه طريقا تمثل في كون القصيدة الزجلية عند الشاعر ، تمثل رهانا ثقافيا وسياسيا. اخدينا بالفتوى/ قلنا نبدلو لهوى/ وتبدا ل لعتابي راحة/ لمرضنا لقاو دوا/ نكسبو ثروة/ واسوايع فضاحة.
إن ما يسميه الناقد رهانا ، قد لا يعني أن الأستاذ محمد اجنياح يضحي بالجمالي لصالح الإيديولوجي ، بل يجد الشاعر في التصريح احتجاجا ، وفي الإشارة غنى، وفي أن تكون الفائدة عن طريق المعنى ابلغ من ترصيع اللفظ". انه يجنح نحو الحقيقة كما ترى ، وكما يتم تداولها ، ولن يلتجئ الى مسوغات ما ، كي تلبس نزوعه ، او تبرر تصديه ، وتغشي تصوره للذات ، والآخر بما فيه المقدس ولما كان "شعر الزجل من روائع الكلام فهو شفاف رقيق حين يقاربه محمد اجنياح ، ويجعله يتسرب الى قلب قرائه من مدينته الأم وباقي ربوع الوطن بيسر وسهولة، ويتقبله السامع لحلاوة كلماته وشفافيته". ويتحلى الزجال محمد اجنياح بسرعة إذ يجنح بديهته وقوته في الارتجال ، خاصة في مقاربة ماهو سياسي، حينما يتعلق الأمر بشهيد من اجل الحرية ، او الرأي ،او مجرد الرغبة في البقاء. من بعد ليل طويل/ قالو ما عندو صباح/ بدا صوت لموذن يهلل/ وديوكة تتعند على الصياح/ ومن بعيد صمت بعيد/ لحمام بد يزجل/ عالن على مطلع نهار جديد/ نكسر لحديد/ داب جليد/ م المنفى رجع لوليد.
ويتغنى اجنياح لمدينته التي يبحث لها عن موطئ قدم في المغرب النافع ، كما يشدو للوطن و يهمس في آذان الطبيعة ويسمو بالجمال . كلماته الشفيقة ينتقيها بوجدانه المتأصل ،تحمل الدفء ، وتنثر السحر الذي لا يوجد في غيره، مال هذا الما ما بغا يصفا/ مال هذ النار ما بغات تطفا/ ما لهذ المسيح ما بغا يفصح/ الغول ولد الماغول/ مازال ينطح.
والزجل هو مسرح الحياة اليومية التي يعيشها اجنياح بجميع قواعدها ، لذلك يتناقل أصدقاؤه والناس بعضا من زجله من خلال جلساتهم وسهراتهم العائلية ، فنرى الزجال يستمع له المئات بل الألوف من الناس وتهتز لكلماته الأجسام القلوب والآذان وهو يقارب المصير الذي تؤول إليه المدينة ، وقد ركنت حضيض التنمية ، ضدا على رغبة سكانها. انه لا يستنجد بالكرامات ، ولكن ، يهز المريدين من آذانهم. لو كان عزوز/ يفسخ لي القيود/ وتمد لي للا عذرا/ يدها بش نوض/ بسالفها نحزم تازة/ على كتافي/ نقطع بها جبال وفيافي/ نتحدى القمع ولمدافع/ ونحطها في المغرب النافع. تساءل الناقد جمال بوطيب يوما : لماذا تغيب لفظة سيدي من أمام عزوز =ولي صالح يوجد ضريحه بمدينة تازة المغربية = واثبات للا أمام عذرا علما أنها معا رمزان من رموز المدينة"؟ بل وكيف نفسر تحرج الزجال وعدم رغبته في ذكر لفظة غير النافع في حديثه عن بلده المغرب؟ في تقديرنا ،إن مسوغات الرغبة في عدم الإشارة الى المقيد والاكتفاء بالإشارة الى عملية الفسخ والفاسخ والمفسوخ ، تجعل الناقد يعيب على الزجال هذا الإصرار، وتبعا للمعنى يؤسس الزجال اجنياح نصوصه على بنى حكائية تقوم أساس على ملاحقة معنى ما ، بهدف الوصول الى موقف فني من الذات ومن الآخر ومن العالم المحيط. من هنا لا نرى ما يجعل الشاعر ينصب حدودا بين الذاتي والموضوعي ، بين المالي والإيديولوجي ، فهموم الشعب والذات والوطن تتوحد في الإنسان ، وهو عنده مقياس كل الأشياء. الصداع قوا/ القلب بنار الغدر تكوا/ هذا الحياة المحسوبة/ ع لعمر والو ما تسوا/ عيينا بمخيض الماء/ وما صورنا غير الرغوة.
إن النص الزجلي عند الشاعر محمد اجنياح كما خلص الى ذلك القاص والروائي بوطيب في ورقة تقديمية للديوان يفرض تحليلا أعمق ، بدا بالعنوان مرورا بالاهداءات غير الساذجة وغير البريئة ، وصولا الى النص بأسئلته الشكلية والمعنوية ،وتأويلاتها وتداعياتها، و باللغة المعادية لكل شيء حتى لذاتها. وبذلك يتأكد بان المعنى الثابت لاوجود له. عزيز باكوش | |
|
Admin Admin
المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: شكرا اخي الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 2:59 pm | |
| | |
|